طريقة عمل الحمص بالطحينة العراقية

يُعد الحمص بالطحينة من أشهر الأطباق والمقبلات في المطبخ العراقي والعربي بشكل عام، وهو وجبة غنية بالقيمة الغذائية، تجمع بين النكهة الشهية والفوائد الصحية المتعددة. يشتهر الحمص العراقي بطريقة تحضيره الخاصة التي تضيف له طابعًا مميزًا عن باقي الدول العربية، حيث توازن بين الطعم الكريمي للطحينة وقوام الحمص المهروس بطريقة متقنة. هذا المقال يستعرض بالتفصيل خطوات إعداد الحمص بالطحينة العراقي مع ذكر المكونات ونصائح لضمان أفضل النتائج، إضافة إلى فوائد الحمص الغذائية ودوره في المطبخ العراقي التقليدي.

مقدمة عن الحمص بالطحينة

الحمص هو نبات بقوليات ينتمي إلى عائلة الفاصوليا، ويعتبر من المصادر الغنية بالبروتين النباتي، الألياف الغذائية، الفيتامينات، والمعادن الأساسية. عند دمجه مع الطحينة، وهي معجون السمسم، يتم الحصول على طبق غني ومغذي له طابع ناعم ودسم، يناسب كوجبة خفيفة أو طبق جانبي.

في العراق، يحتل الحمص مكانة مهمة في المائدة اليومية، حيث يقدم في المناسبات والأعياد وكذلك كجزء من الإفطار أو العشاء. يعتبر الحمص بالطحينة طبقًا اقتصاديًا ومحببًا للجميع، إذ يمكن تناوله مع الخبز العربي أو الخضروات الطازجة.

المكونات الأساسية لتحضير الحمص بالطحينة العراقي

لتحضير الحمص بالطحينة العراقي تحتاج إلى مكونات بسيطة ومتوفرة، وهي كما يلي:

• 2 كوب من الحمص الجاف (يمكن استخدام الحمص المعلب كبديل أسرع)

• 1/2 كوب من الطحينة (معجون السمسم)

• عصير ليمونة واحدة كبيرة (أو حسب الذوق)

• 3-4 فصوص ثوم مهروسة

• نصف كوب من زيت الزيتون البكر

• ملح حسب الرغبة

• ماء بارد (حسب الحاجة لضبط القوام)

• رشة كمون ناعم (اختياري)

• بقدونس مفروم للتزيين

• رشة من البابريكا أو الفلفل الأحمر للتزيين

طريقة تحضير الحمص بالطحينة العراقية

المرحلة الأولى: تحضير الحمص

إذا تم استخدام الحمص الجاف، يجب نقعه في ماء بارد لمدة 8 ساعات على الأقل أو طوال الليل. بعد النقع، يتم غسله جيدًا وتصفيته.

ثم يوضع الحمص في قدر كبير ويُغمر بالماء مع إضافة قليل من الملح. يُترك ليغلي على نار متوسطة ثم تخفف النار ويُترك على نار هادئة حتى ينضج الحمص تمامًا ويصبح طريًا جدًا، وقد تستغرق هذه العملية من 1 إلى 2 ساعة حسب نوع الحمص. عند انتهاء السلق، يُصفى الحمص مع الاحتفاظ بقليل من ماء السلق لاستخدامه في مرحلة الهريس.

المرحلة الثانية: تحضير الطحينة وتعديل القوام

في وعاء واسع، تُمزج الطحينة مع عصير الليمون والثوم المهروس جيدًا. تُضاف رشة ملح وكمون مع الاستمرار في الخلط. يمكن إضافة ماء بارد تدريجيًا مع التحريك حتى تصل الصلصة إلى قوام كريمي سلس يناسب المزج مع الحمص.

المرحلة الثالثة: مزج الحمص مع الطحينة

بعد أن يبرد الحمص قليلًا، يُهرس باستخدام مطحنة كهربائية أو هراسة يدوية حتى يصبح ناعم القوام. في حال كان قوام الحمص ثقيلًا، يمكن إضافة ماء سلق الحمص المصفى تدريجيًا لتخفيف الهريس.

ثم يُضاف خليط الطحينة والليمون والثوم إلى الحمص المهروس ويُخلط جيدًا حتى يتجانس. في هذه المرحلة، يُضاف زيت الزيتون تدريجيًا مع التحريك ليمنح الحمص طعمًا غنيًا وقوامًا دسمًا.

المرحلة الرابعة: التقديم والتزيين

يوضع الحمص بالطحينة في طبق التقديم بشكل مستوي، ثم يُزين بالبقدونس المفروم ورشة من البابريكا أو الفلفل الأحمر، مع قليل من زيت الزيتون فوق السطح. يمكن تقديم الحمص مع الخبز العربي الطازج أو الخضروات مثل الخيار والطماطم.

نصائح مهمة لتحضير الحمص بالطحينة العراقي

• جودة الطحينة تلعب دورًا كبيرًا في نكهة الحمص، لذا يُفضل اختيار الطحينة الطازجة وغير المرة.

• لضمان نعومة الحمص، يجب طبخه جيدًا ونقعه لفترة كافية قبل السلق.

• إضافة الثوم تعتمد على الذوق، لكنه يعزز الطعم ويمنح الحمص نكهة مميزة.

• يمكن تعديل كمية عصير الليمون حسب الرغبة لإعطاء الحمص الطعم المطلوب بين الحموضة والاعتدال.

• زيت الزيتون البكر عالي الجودة يضيف بعدًا غنيًا ويكمل نكهة الطبق.

• لا يُنصح بتقديم الحمص ساخنًا جدًا بل بدرجة حرارة معتدلة أو باردة ليبرز طعمه الحقيقي.

القيم الغذائية للحمص بالطحينة

يحتوي الحمص بالطحينة على فوائد غذائية كثيرة؛ فهو غني بالبروتين النباتي، والألياف التي تحسن الهضم وتساعد على الشعور بالشبع، كما أن الطحينة غنية بالدهون الصحية مثل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تعزز صحة القلب.

الجدول التالي يوضح متوسط القيم الغذائية لكل 100 غرام من الحمص بالطحينة:

هذه القيم قد تختلف بناءً على نسب المكونات وطريقة التحضير، لكن الحمص بالطحينة يظل من الأطعمة المغذية التي تقدم طاقة متوازنة مع فوائد صحية متعددة.

الحمص في التراث العراقي وأهميته الثقافية

يحظى الحمص بمكانة خاصة في المطبخ العراقي، حيث يُعد جزءًا من تراث الغذاء الشعبي ويتميز بتنوع طرق تحضيره. الحمص بالطحينة هو من الأطباق التي تتداخل مع مناسبات اجتماعية وأسرية، ويقدم في التجمعات العائلية كوجبة خفيفة أو مع وجبات رئيسية.

كما أن الأطباق التي تعتمد على الحمص والطحينة تعكس روح التوازن الغذائي بين البروتين النباتي والدهون الصحية، مما يجعله خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين في العراق، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالصحة والتغذية السليمة.

الخلاصة

يعد الحمص بالطحينة العراقي طبقًا غنيًا بالنكهات والقيم الغذائية، يجمع بين بساطة المكونات وثراء الطعم. باتباع الخطوات الدقيقة في التحضير واختيار المكونات الطازجة، يمكن الحصول على طبق يتميز بالقوام الناعم والطعم المميز الذي يعكس التراث العراقي الأصيل. كما أن إدراجه ضمن النظام الغذائي اليومي يعود بفوائد صحية كبيرة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن وجبة صحية وشهية في آن واحد.

المراجع:

1. وزارة الزراعة الأمريكية USDA FoodData Central.

2. كتاب المطبخ العراقي التقليدي، دار الثقافة والنشر، بغداد 2018.